سطات.. تنظيم مهرجان دولي لتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب الإفريقية

سطات – شكل تعزيز التبادل الثقافي والفني والتراثي بين الشعوب الإفريقية، محور الدورة السادسة للمهرجان الدولي للتراث الإفريقي، الذي اختتمت فعالياته، مساء أمس السبت بالقصبة الاسماعيلية بسطات، تحت شعار “اخوة افارقة: تراث متنوع”.

وتعد هذه الدورة، المنظمة من قبل منظمة أثر الدولية بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، مناسبة للاحتفاء بغنى وتنوع التراث المادي واللامادي الإفريقي، وفرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين الفاعلين والمبدعين في القارة، في أفق تعزيز قيم الوحدة والتنوع الثقافي التي تجمع الشعوب الإفريقية.

ويتضمن المهرجان، الذي يسنمر على مدى يومين (24 و25 أكتوبر الجاري)، سلسلة من العروض الفنية والندوات الفكرية والأنشطة الثقافية، بمشاركة وفود من عدد من الدول الإفريقية، من بينها المغرب والطوغو وغينيا والنيجر ومالي وجزر القمر.

وبهذه المناسبة، أعرب سفير جمهورية اتحاد جزر القمر بالمغرب، يحيى محمد إلياس، عن سعادته بالمشاركة في فعاليات هذا المهرجان، مؤكدا أن هذه التظاهرة الثقافية تشكل تجسيدا عمليا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الداعية إلى تعزيز التقارب بين دول القارة الإفريقية وتقوية أواصر التعاون والتضامن بين شعوبها.

وأوضح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب يضطلع بدور محوري وفاعل في توحيد صفوف الأفارقة وتقريب رؤاهم من أجل مستقبل مشرق للقارة بأكملها، مبرزا أن المملكة تعد نموذجاً رائدا في هذا المجال بفضل سياساتها الرامية إلى تمتين العلاقات الإفريقية المشتركة.

وأضاف أن هذا التوجه يترسخ بشكل ملموس من خلال الحضور الواسع للطلبة والشباب الأفارقة في مختلف المدن المغربية، الذين يستفيدون من فرص التعليم والتكوين بالمملكة، في إطار الدعم والرعاية التي توفرها لهم المؤسسات المغربية، ليعودوا إلى بلدانهم سفراء لقيم التعاون والانفتاح، حاملين رسالة المغرب في نشر الوعي والثقافة وتعزيز الروابط الإفريقية.

وأشاد الدبلوماسي بالمرحلة التي بلغتها القضية الوطنية المغربية، مذكرا بأن جمهورية جزر القمر تعد أول دولة افتتحت قنصلية عامة لها بمدينة العيون (دجنبر 2019)، معبرا عن اعتزازه بموجة الاعترافات المتتالية من العديد من الدول التي أيدت الوحدة الترابية للمملكة إدراكاً منها لعدالة هذا الموقف وصدقه.

كما هنأ السفير صاحب الجلالة الملك محمد السادس على نجاح السياسة الخارجية للمملكة، منوها بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها الدبلوماسية المغربية في سبيل الدفاع عن القضايا الوطنية وتعزيز حضور المغرب قاريا ودوليا.

وخلص السيد إلياس، إلى التعبير عن تفاؤله وثقته في أن القرار المرتقب صدوره قريباً عن مجلس الأمن سيعيد الحق إلى أصحابه، مؤكدا أن الحق، كما قال، “ينتصر دائماً وسينتصر هذه المرة أيضا”.

من جانبه، قال رئيس منظمة “أثر الدولية”، عبد المجيد حميل الدين، إن هذه الدورة تنسجم بشكل كامل مع التوجهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تروم تعزيز الانفتاح على دول إفريقيا جنوب الصحراء وتوطيد جسور التعاون معها في مختلف المجالات.

وأوضح حميل الدين، في تصريح مماثل، أن الدورة الحالية تعرف تنظيم فقرات وأنشطة متنوعة تروم تعميق التبادل الثقافي والفني والتراثي بين الشعوب الإفريقية، مبرزا أن الجمعية بادرت إلى تأسيس فروع بعدد من الدول الإفريقية بهدف توسيع إشعاعها ودعم التواصل المستمر بين المبدعين الأفارقة.

وأكد المتحدث ذاته، أن المهرجان يشكل منصة لتعزيز التقارب وتوحيد الرؤى بين البلدان الإفريقية، مبرزاً أن الثقافة والعادات والتقاليد تمثل جسرا أساسيا للتعارف والتفاهم بين الشعوب، ومجالا خصبا لتكريس قيم الأخوة والوحدة داخل القارة.

ويسعى المنظمون، من خلال هذا الحدث الثقافي، إلى ترسيخ الحوار الإفريقي-الإفريقي، وإبراز الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه التراث في توطيد روابط الأخوة والتعاون بين الدول الإفريقية، بما ينسجم مع الرؤية الملكية السامية التي تؤكد على العمق الإفريقي للمغرب ومكانته كجسر للتواصل بين شعوب القارة.